أنقرة – (رياليست عربي): في خطوة تعكس تزايد النفوذ التركي في سوق الصناعات الدفاعية لحلف الناتو، أبرمت تركيا صفقة مهمة مع إسبانيا لتطوير طائرة هورجت (Hürjet) التدريبية والمقاتلة الخفيفة.
هذه الصفقة ليست مجرد تعاون ثنائي بل مؤشر على تحول استراتيجي في ميزان القوى الدفاعية داخل الحلف، حيث تسعى أنقرة لتعزيز حضورها كمنافس رئيسي في صناعة الطائرات العسكرية.
طائرة هورجت المصممة من قبل شركة “ترك إيرو سبيس” (Turkish Aerospace Industries) تعد نموذجاً متطوراً قادراً على أدوار متعددة تشمل التدريب المتقدم والهجوم الأرضي والمراقبة، التعاون مع إسبانيا التي تمتلك خبرة واسعة في قطاع الطيران العسكري عبر شركات مثل “إيرباص ديفينس آند سبيس” سيسرع عملية التطوير ويفتح أبواب التصدير لأسواق جديدة في أوروبا وأفريقيا.
تأتي هذه الخطوة في إطار سياسة تركيا لتعزيز استقلاليتها الدفاعية وتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الغربية، خاصة بعد الخلافات مع الولايات المتحدة حول صفقات مثل إس-400، نجاح هورجت قد يجعل تركيا شريكاً دفاعياً لا يمكن تجاهله داخل الناتو، حيث تتنافس مع منتجات مثل “إم-346″ الإيطالية و”ت-7 ريد هوك” الأمريكية.
بفضل التكلفة التنافسية والتكنولوجيا المتطورة، قد تصبح هورجت خياراً جذاباً للدول الناشئة التي تبحث عن طائرات متعددة المهام بأسعار معقولة، كما أن التعاون مع إسبانيا قد يمهد الطريق لصفقات أخرى مع دول أوروبية، مما يعزز مكانة أنقرة كمركز إقليمي للصناعات الدفاعية.
الصفقة تؤكد تحولاً جوهرياً في سياسة أنقرة الدفاعية من مستورد رئيسي للأسلحة إلى لاعب فاعل في السوق العالمية، مع استمرار تطوير مشاريع محلية مثل الطائرة المقاتلة “تيهون” والطائرة المسيرة “بيرقدار”، تسير تركيا بثبات نحو تحقيق مكانة متقدمة في سوق الدفاع العالمي، مما يعزز دورها الاستراتيجي داخل الناتو وخارجه.