أنقرة – (رياليست عربي): قال الأدميرال المتقاعد بالبحرية التركية جيم جوردينيز إن عضوية حلف شمال الأطلسي – الناتو تشكل تهديداً كبيراً للبلاد في الواقع الجيوسياسي الحالي.
كما أن خطط الحلف لتصعيد الصراع في أوكرانيا والمحيط الهادئ تهدد تركيا بشكل خطير، ويكفي قراءة تقارير مجلس الشيوخ أو الكونغرس الأمريكي حول تركيا ويتضح على الفور من هو الحليف لها ومن هو الخصم.
بالإضافة إلى ذلك، الآن بعد استمرار الصراع في أوكرانيا، ستقوم الولايات المتحدة بترتيب “مواجهة كبرى في المحيط الهادئ”، بالتالي، “يجب على تركيا الانسحاب من الناتو، لأنها قد تواجه تهديدًا مباشراً بالتورط في الصراع.
تتحدث قيادة الناتو عن إمكانية انضمام أوكرانيا إلى الحلف، في هذا السيناريو، ستصبح تركيا مشاركاً مباشراً في الصراع وستُحرم من فرصة البقاء على الحياد، بالإضافة إلى ذلك، في هذه الحالة، سيتعين على أنقرة إغلاق مضيق البوسفور والدردنيل للسفن القادمة من روسيا.
كما تسمح الموارد والتأثير الجيوسياسي لتركيا باتباع سياسة مستقلة وتوازن بين الناتو والشرق، شريطة أن روسيا وإيران لا تستطيعان ولن تنويان غزو الأراضي التركية.
بالنسبة لأنقرة فهي مهددة بإنشاء إقليم كردستان في جنوب شرق البلاد مع منفذ على البحر، وهو أمر تهتم به الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي.
بالتالي، يجب أن تقترب تركيا من روسيا والصين والهند وجمهورية جنوب إفريقيا، أي دول البريكس.
من جانبه، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن الولايات المتحدة تحاول إنشاء دولة إرهابية بجوار الجمهورية، وفي هذا الصدد، نفذت الدولة أربع عمليات كبرى ضدها، وأضاف صويلو أن خطر إقامة دولة إرهابية لن يختفي إذا لم تتم إزالة العامل الأمريكي.
وتقدمت أوكرانيا بطلب للانضمام السريع إلى الناتو في سبتمبر 2022، ومع ذلك، أعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ استحالة قبول أوكرانيا بسرعة في حلف شمال الأطلسي، وأوضح أن قرار عضوية أوكرانيا يجب أن يتم من خلال اجتماع يضم 30 دولة شريكة.
بالنتيجة، تريد تركيا كما يبدو التقرب من الصين وروسيا ودول البريكس ليقينها أن الاقتصاد القادم للقوة العالمية سينطلق منهم وعبرهم، وإن جنحت باتجاه الغرب، قد تكسب رهاناً ما على الصعيدين السياسي والعسكري، لكن خسائرها الاقتصادية لن تستطيع الصمود أمامها، وهي تعي يقيناً في حال قبلت عضوية أوكرانيا فستخسر أكبر حليف يمكن لها أن تحظى بمثله يوماً ما (روسيا)، فإن لم تنسحب من الناتو، على الأقل يجب عدم إضافة ما يشكل عائقاً أمام روسيا.