موسكو – (رياليست عربي): بدأ هجوم القوات الأوكرانية وكما كان متوقعاً على منطقة خيرسون، حيث جاء من ثلاث جهات في وقت واحد – من نيكولاييف إلى خيرسون، ومن برافدينو إلى سنيجيريفكا بمنطقة نيكولاييف، ومن دودشان على طول الخزان، إلى منطقة ميلوفوي، وهذا لهجوم بالنسبة لأوكرانيا يتوقف عليه الكثير خاصة وأن عامل الوقت من أهم العوامل التي تحتاجها كييف اليوم، خصوصاً وأنه شرط الغرب لاستمرار تقديم الدعم، فماذا حدث حتى تطور الوضع إلى درجات ربما هي متوقعة لكنها كانت أسرع مما هو متوقع؟
البداية
صدت القوات المسلحة الروسية، الهجوم الأوكراني الأول وأجبرت القوات المسلحة الأوكرانية على التراجع، في منطقة سنيجيريفكا، اقتربت القوات الأوكرانية من المنطقة في البداية، لكنها لم تدخلها؛ في المنطقة الثالثة، تمكن الجنود الأوكرانيين أيضاً من المضي قدماً قليلاً والحصول على موطئ قدم، بهذه النتيجة الأولى يبدو أنه مقدمة للمعركة الكبرى، وإذا تم الحكم بموجب المعطيات الأخرى التي تتحدث عن قيام القوات الروسية بتفجير الجسور وترك المواقع التي دافعوا عنها بعناد بالأمس، فمن المحتمل جداً الانسحاب من الضفة اليمنى لنهر دنيبر بدون قتال، وهذا ما حدث حرفياً.
الرواية الروسية
- وافق وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو على اقتراح قائد المجموعة المشتركة للقوات في منطقة العملية الخاصة، سيرجي سوروفكين، لتنظيم الدفاع على طول خط نهر دنيبر.
- أمر شويغو سوروفيكين “المضي في انسحاب القوات واتخاذ جميع التدابير لضمان النقل الآمن للأفراد والأسلحة والمعدات عبر نهر دنيبر”.
- جاء قرار سحب القوات من خيرسون بعد أن أشار سوروفيكين إلى أنه في حالة استمرار قصف القوات المسلحة الأوكرانية لسد كاخوفكا، يمكن عزل القوات الروسية.
حقيقة الانسحاب
بتقييم شامل للوضع الحالي، يُقترح اتخاذ الدفاع على طول الضفة اليسرى لنهر دنيبر، رغم أنه قرار صعب للغاية، لكن إذا ذهب الجيش الأوكراني إلى زيادة إطلاق المياه من الخزانات أو شن هجوم صاروخي أكثر قوة على سد كاخوفكا، فسوف يتشكل تدفق المياه الذي سيخلق مناطق فيضانات واسعة النطاق، والتي ستؤدي إلى خسائر كبيرة بين السكان المدنيين، سيكون هناك تهديد إضافي للسكان المدنيين وعزل كامل للقوات الروسية المتمركزة على الضفة اليمنى لنهر الدنيبر، في ظل هذه الظروف، فإن الخيار الأنسب هو تنظيم الدفاع على طول الخط الفاصل لنهر دنيبر، وهذا الأمر هو مناورة وليس استسلاماً أو تراجعاً، فانسحاب القوات هو عملية لتنظيم الدفاع على طول خط نهر الدنيبر والتي ستنتهي في أسرع وقت ممكن، هذه المناورة ستساعد في الحفاظ على القدرة القتالية لمجموعة القوات وعلى أرواح الجنود الروس.
واعترف الجنرال سوروفكين بأن خيرسون والمناطق المجاورة لا يمكن التواجد فيها بسبب القصف “العشوائي” الهائل للقوات المسلحة الأوكرانية، وقال إنه تم إجلاء 115 ألف مدني من الضفة اليمنى، وأن القوات الأوكرانية ما زالت في طريقها لإنشاء منطقة فيضان أسفل محطة كاخوفسكايا لتوليد الطاقة الكهرومائية، مما سيعزل مجموعة القوات تماماً.