الرياض – (رياليست عربي): أهمية استراتيجية كبيرة لجزيرتي “تيران” و”صنافير” في خليج العقبة، والتي انتقلت السيادة عليهما من مصر إلى السعودية، في ظل إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية، أن قوة حفظ السلام ستغادر بحلول نهاية العام الحالي جزيرة تيران الاستراتيجية الواقعة في البحر الأحمر والتي انتقلت السيادة عليها مع جزيرة أُخرى وهي “صنافير” من مصر إلى السعودية.
وترتبط أهم نقاط الاستراتيجية بـ”تيران” والتي يسمى بها أيضاً مضيق حيوي في خليج العقبة، تحكمه بشكل مباشر بالملاحة إلى إسرائيل من ناحية البحر الأحمر لاسيما في ميناء إيلات الإسرائيلي، ويظهر ذلك جلياً، عندما كان إغلاق مضيق “تيران” من قبل الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، بمثابة إعلان حرب على إسرائيل بجانب تصرفات أخرى جاءت بهزيمة 5 يونيو.
وتبعد جزيرة تيران البالغة مساحتها 61,5 كم مربع حوالي 6 كم عن ساحل مدينة شرم الشيخ، عند مدخل خليج العقبة، وتتحكم مع “صنافير” في مضيق “تيران” الحيوي بالنسبة لإسرائيل عبر ميناء “إيلات” والأردن من خلال ميناء “العقبة”، وكانت الجزيرتان غير المأهولتين تحت سيطرة مصر منذ 1950 بعد أن طلبت الملك عبد العزيز آل سعود من مصر حمايتهما، واحتلتهما إسرائيل أثناء العدوان الثلاثي عام 1956 التي خاضتها مع فرنسا وبريطانيا ضد بعد قرار تأميم قناة السويس، واستعادتهما مصر ولكن خسرتهما مع هزيمة يونيو 1967، واستعادت مصر السيطرة على الجزيرتين عام 1982 بموجب معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية التي وقعت في 1979 والتي نصت على اعتبار الجزيرتَين جزءاً من منطقة لا توجد فيها قوات عسكرية أنما قوات شرطة فحسب بجانب قوة حفظ السلام متعددة الجنسيات.
وأبرمت القاهرة والرياض في أبريل/ نيسان 2016، اتفاقية لترسيم الحدود نصت على انتقال تبعية تيران وصنافير إلى السعودية، ويعتبر انتقال السيادة على الجزيرتين إلى السعودية مرهون فعلياً بموافقة إسرائيل لأنهما جزء من اتفاقيات السلام مع مصر، وأعلنت “تل أبيب” قبل أيام أنه ليس لديها اعتراض على نقل السيادة من مصر إلى المملكة.
وأوضح بيان البيت الأبيض بالتزامن مع زيارة “بايدن” أن المملكة العربية السعودية، وافقت على احترام جميع الالتزامات والإجراءات القائمة في المنطقة والاستمرار فيها والتي نصت أساساً على اعتبار الجزيرتين جزءاً من منطقة لا توجد فيها قوات عسكرية وتنتشر فيها قوة حفظ السلام المتعددة الجنسيات.