واشنطن – (رياليست عربي). وقّعت الولايات المتحدة وقطر، الجمعة، اتفاقاً يسمح بإنشاء منشأة تابعة للقوات الجوية القطرية داخل قاعدة ماونتن هوم الجوية في ولاية أيداهو، في خطوة اعتُبرت دليلاً على تعمّق الشراكة الدفاعية بين البلدين.
جرى توقيع الاتفاق في البنتاغون بحضور وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسِث ووزير الدولة القطري لشؤون الدفاع سعود بن عبد الرحمن آل ثاني. وينص الاتفاق على أن يتدرب الطيارون القطريون جنباً إلى جنب مع القوات الأميركية لمدة عشر سنوات، مع إمكانية تمديد المدة لاحقاً.
وأوضح هيغسِث خلال مراسم التوقيع أن المنشأة ستضم 12 مقاتلة من طراز F-15QA ونحو 300 فرد من القوات الجوية القطرية والأميركية، مضيفاً: «إن وجود هذا السرب القطري سيعزز تدريبنا المشترك، ويزيد من قوتنا النارية، ويقوّي التكامل العملياتي بين قواتنا. إنها خطوة أخرى في شراكتنا المتينة».
ضمان أمني أميركي لقطر
يأتي الاتفاق بعد مرسوم تنفيذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي، تعهّد فيه بضمان أمن قطر، مؤكداً أن «أي هجوم على الدولة الخليجية سيُعتبر تهديداً للسلام والأمن القومي للولايات المتحدة».
وصدر المرسوم بعد الضربة الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة القطرية الدوحة بهدف تصفية شخصيات من حركة حماس، وهو ما أثار غضب ترامب ودفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تقديم اعتذار رسمي خلال زيارته اللاحقة إلى واشنطن.
تأتي هذه التطورات بينما تلعب قطر دور الوسيط الرئيسي بين إسرائيل وحماس في مفاوضات إنهاء الحرب في غزة، ما يجعلها عنصراً محورياً في الإستراتيجية الدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط.
جدل داخلي وانتقادات
ورغم الترحيب الرسمي، أثار الاتفاق انتقادات داخل الأوساط المحافظة الأميركية. فقد علّقت الناشطة السياسية المقرّبة من ترامب لورا لوومر عبر منصة «إكس»: «لقد وافقنا على خوض حرب من أجل قطر، والآن نسمح لهم بتدريب طياريهم على أراضينا؟ النفوذ القطري داخل إدارة ترامب خرج عن السيطرة».
لكن البنتاغون أكد أن المشروع «أساسي لتحسين الجاهزية القتالية والأداء العملي لشريك رئيسي في العمليات متعددة الجنسيات»، موضحاً أن السرب القطري سيعمل كوحدة مستقلة لكن مندمجة ضمن الجناح المقاتل الأميركي رقم 366.
علاقة دفاعية غير مسبوقة
تُعدّ هذه الخطوة استثنائية، إذ نادراً ما تسمح واشنطن لدولة أجنبية بإنشاء منشأة عسكرية خاصة على أراضيها. ومع ذلك، فإن قطر، التي تستضيف بالفعل قاعدة العديد الجوية — أكبر منشأة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط — تُعتبر أحد أهم حلفاء واشنطن في المنطقة.
وقد استثمرت الدوحة بكثافة في مشاريع الدفاع والبنية التحتية الأميركية، وكان أبرزها إهداء طائرة فاخرة بقيمة 400 مليون دولار لتحويلها إلى طائرة الرئاسة الأميركية الجديدة “إير فورس وان”.
من جانبه، وصف الوزير القطري الاتفاق بأنه «محطة تاريخية في مسار التعاون الدفاعي»، مؤكداً أنه «سيعزز مصالحنا الأمنية المشتركة ويعمّق تعاوننا الإستراتيجي».
وختم هيغسِث قائلاً: «في الأوقات التي احتجنا فيها إلى الدعم في المنطقة، كانت قطر دائماً حاضرة دون تردد. هذه الشراكة تعبّر عن الثقة المتبادلة بيننا».






