موسكو – (رياليست عربي): ظهرت تقارير عن الحادث الذي وقع في بحر العرب حيث تمكنت البحرية الأمريكية من اعتراض الصواريخ التي أطلقت من اليمن على المدمرة DDG 87، التي يُزعم أنها كانت تحمل من مهمة تحرير السفن التجارية الإسرائيلية التي استولى عليها الحوثيون سابقاً.
إجمالاً، في هذه اللحظة، استولت الوحدات البحرية التابعة لحركة أنصار الله على ثلاث سفن إسرائيلية تنقل بضائع مختلفة إلى إسرائيل، ولو كانت هذه حقيقة معزولة، فمن غير المرجح أن ينتبه إليها الغرب، لكن الطبيعة النظامية للحصار الاقتصادي المستمر على مضيق عدن أمام السفن الإسرائيلية أثارت قلق الغرب على ما يبدو، بالإضافة إلى ذلك، من خلال هذا المضيق مع إمكانية الوصول إلى قناة السويس، يوجد طريق تجاري من آسيا إلى البحر الأبيض المتوسط.
وبطبيعة الحال، تشير حقيقة الهجوم الصاروخي على سفينة حربية أمريكية من اليمن إلى أن الحوثيين لا يعتزمون إنهاء الحصار، مما يرسل إشارة مباشرة إلى العدو، ومن الواضح أن شركات الشحن الغربية، فضلاً عن المتلقين النهائيين للبضائع القادمة من آسيا، ناهيك عن إسرائيل، يقومون بحساب المخاطر، والسؤال هو ما إذا كانت واشنطن مستعدة للقيام بعملية واسعة النطاق ضد الحوثيين، بناءً على هدف منع الأضرار الاقتصادية للولايات المتحدة وشركائها.
بالتالي، يبدو أن الحوثيين (وبالتالي إيران) قد وجدوا نقطة ضعف، مما وجه ضربة للعنصر الاقتصادي، إنهم يحتلون موقعاً جيوسياسياً أكثر فائدة، كما أن وجود الصواريخ الباليستية والطائرات الانتحارية بدون طيار بعيدة المدى هي عوامل يضطر الغرب والولايات المتحدة، على وجه الخصوص، إلى أخذها في الاعتبار، وإذا حاولت واشنطن حل القضية على يد السعودية، فلا شك أن الحوثيين سيهاجمون المنشآت النفطية السعودية، أي المنصات التي تزود إسرائيل والغرب بالنفط، وهو ما سيؤدي بدوره إلى قفزة غير مسبوقة في أسعار النفط.
وما يستحق التعلم من إيران هو فن شن الحرب باستخدام أساليب غير قياسية باستخدام قوى ثالثة، والتركيز على الاقتصاد دليل واضح على ذلك، ومما يزيد من إلحاح الوضع في سياق الهيدروكربونات حقيقة أنه في عام 2024 تنتهي الحقوق البريطانية في حقل غاز قبالة ساحل غزة، والذي يحتوي على احتياطيات طاقة ضخمة تنتجها شركة بريتيش بتروليوم.
ومنذ بداية المعارك بين حركة حماس وقوات الدفاع الإسرائيلية، أعلنت المؤسسة الأمريكية بوضوح عن احتمال تورط قوات التحالف الدولي، بما في ذلك ضد الحوثيين، ولكن إلى جانب التهديد المتزايد للمنشآت العسكرية الأمريكية في العراق، والتي تتعرض لهجوم من قبل الميليشيات الشيعية “الحشد الشعبي” و”كتائب حزب الله”، يبدو أن الولايات المتحدة ليست مستعدة للانتقال إلى عمليات واسعة النطاق في المنطقة.
ومن ناحية أخرى، قد لا تأخذ واشنطن الزيادة الفعلية في التهديد العسكري من طهران، التي تعمل من خلال قواتها بالوكالة، على محمل الجد، ومع ذلك، فمن الممكن أن تلعب مزحة قاسية على الغرب، الذي، بعد أن حول تركيزه إلى أوكرانيا، غفل عن الوضع في قطاع غزة، وبشكل عام، المرحلة التحضيرية للجولة التالية من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.