كابول – (رياليست عربي): وقع هجومان إرهابيان في العاصمة الأفغانية مؤخراً، مما قد يؤثر بشكل كبير على العلاقات بين حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان (محظورة في الاتحاد الروسي)، وسلطات باكستان المجاورة.
وبدأ الوضع بعد أن حاول مسلحون مجهولون القضاء على زعيم الحزب الإسلامي (الحزب الإسلامي الأفغاني) قلب الدين حكمتيار، حيث حاول انتحاريان اقتحام مسجد بالقرب من مكتب الجماعة في منطقة دار الأمان.
حاول إرهابيون يرتدون عباءات ومتفجرات مخبأون تحتها الدخول إلى المبنى الذي كان يقيم فيه حكمتيار، رد الحراس على الفور وفتحوا النار على الانتحاريين. فجر أحدهم عبوة ناسفة فقتل قائد الحارس الشخصي لحكمتيار زرفالي زاهديار.
ثم قام مجهولون مسلحون بأسلحة صغيرة بمحاولة اغتيال القائم بالأعمال الباكستاني في أفغانستان، عبيد نظاماني، السفير الباكستاني نفسه لم يصب بأذى، لكن ونتيجة للهجوم، أصيب الحارس الشخصي للدبلوماسي، سيبوي إسرار محمد، بعيارين ناريين، وهو الآن في حالة خطيرة.
رد فعل في باكستان
أدانت الحكومة الباكستانية، بقيادة رئيس الوزراء شهباز شريف، محاولة اغتيال رئيس البعثة الدبلوماسية في أفغانستان، ودعت إسلام أباد حركة طالبان إلى التحقيق في الحادث والتأكد من أمن السفارة الباكستانية، وبحسب بعض التقارير، فإن القيادة الباكستانية تدرس تعليق الأنشطة الدبلوماسية في أفغانستان، لكن في الوقت الحالي، تواصل البعثة الدبلوماسية العمل وسط تدابير أمنية مشددة.
كما ظهرت معلومات على حساب تويتر الرسمي للقنصلية العامة الباكستانية في قندهار حول تعليق الأنشطة لمدة يومين، ووجهت القنصلية العامة إنذاراً نهائياً إلى السلطات الأفغانية ودعت إلى محاربة مسلحي حركة طالبان باكستان على أراضيها، والذين أصبحوا أكثر نشاطاً في باكستان.
ومع ذلك، تم حذف التغريدة لاحقاً، وظهر منشور على الصفحة الرسمية يفيد بأن الحساب قد تم اختراقه من قبل أشخاص مجهولين.
من يقف وراء محاولة الهجوم في كابول؟
لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها رسمياً عما فعلوه، كما نفى أعضاء من حركة طالبان بشكل غير مباشر تورطهم في ذلك، لكن بدرجة عالية من الاحتمال، نفذ مسلحون من الفرع الأفغاني لتنظيم الدولة الإسلامية “ولاية خراسان” الهجمات الإرهابية، بعد الانفجار عند بوابات السفارة الروسية ذكرت الخدمة الصحفية لداعش (المحظور في الاتحاد الروسي)، أن البعثات الدبلوماسية للدول الأجنبية من الأهداف ذات الأولوية للمسلحين.
وترتبط محاولة اغتيال قلب الدين حكمتيار بدعمه لسلطات طالبان في أفغانستان، في الأشهر القليلة الماضية، استهدف إرهابيو ولاية خراسان وقضوا على ممثلين دينيين مهمين وإعلاميين، كما أن اغتيال حكمتيار، المؤيد لحركة طالبان الشعبية، والذي نجا من جميع الحكومات السابقة في أفغانستان بعد انسحاب القوات السوفيتية، سيكون بمثابة انتصار كبير للمتطرفين.
ماذا عن طالبان؟
يُعتقد أن محاولة اغتيال القائم بالأعمال الباكستاني نفذتها حركة طالبان نفسها، لكن هذا الخيار غير مرجح، لكنه ممكن. بنفس الوقت.
ووصل إلى كابول قبل أيام وفد برئاسة وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار، تسبب وصولها في موجة من السخط بين صفوف أعضاء طالبان وأنصار الالتزام الصارم بالشريعة الإسلامي، أيضاً، أثار ظهور الوزيرة سخطا ًخاصًاً حيث كانت ترتدي ثوباً، وكان وشاحها بالكاد يغطي شعرها، وأشاروا في تلفزيون طالبان إلى أن ظهورها إهانة للبلاد ومخالف للنظام الحالي في أفغانستان.
وعلى خلفية فتور العلاقات بين البلدين، من المفيد لمقاتلي التنظيم الكشف عن طالبان باعتبارها غير قادرة على ضمان الأمن في أفغانستان، في الوقت نفسه، تستغل السلطات الباكستانية هذا الحدث لممارسة المزيد من الضغط على طالبان في محاربة طالبان الباكستانية، مهددة بقطع العلاقات الدبلوماسية.