مقديشو – (رياليست عربي): انفجرت سيارة مفخخة في مدينة كيسمايو جنوب الصومال، واتهم شهود العيان مسلحي حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة «الإرهابي» مسؤولية استهداف اجتماع عشائري.
ونقلت وكالة «بلومبرج» عن ضابط شرطة قوله: إن المهاجمين شقوا طريقهم إلى فندق “توكل” بعد الانفجار، ثم دارت معارك بالأسلحة النارية مع القوات المحلية.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد سمح في مايو الماضي الجيش بإعادة إرسال قوات العمليات الخاصة إلى الصومال على أساس “دائم” لإحياء مهمة مكافحة الإرهاب التي انتهت خلال إدارة دونالد ترامب.
تناسى الجميع الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان الصومال المهدد بمجاعة ويتسابق الجميع على إعادة تموضع نفوذه للسيطرة على دولة تمتلك موقعاً جغرافياً مهما في العالم.
كانت الصومال قبل عقود محل اهتمام العرب والمسلمين والعالم، أيام الفيضانات والجفاف ثم المجاعة، والحرب الأميركية عليها، فكانت المساعدات تأتي إلى الصومال من كل مكان وكان نداء الإنسانية مسموعا، ثم أصبحت نسيا منسيا حين حولت الكاميرات عدساتها نحو مكان آخر.
ولكن مأساة الصومال لم تنته، ولم ينجو من أزماته وفقره وبؤس، بل ازداد الأمر بؤساً، ويزداد سوء الحال والخطر يومياً، مئات الأطفال يتعرضون للموت بسبب الجوع والأمراض التي تفتك بهم.
والعرب والعالم في غفلة عن أمر أهل هذا البلد وما يعانونه، وما يتعرضون له من أمراض فتاكة ووفيات تتزايد يوما بعد يوم.
الإحصائيات تقول إن نحو 7 ملايين صومالي أي نحو 40٪من إجمالي عدد السكان مهددون بمجاعة وشيكة.. وقد بدأت المجاعة فعلا مع عوامل كثيرة منها الجفاف وعدم الزراعة وندرة المياه وعدم الاستقرار والإرهاب، حتى تداعيات الحرب الدائرة في أوكرانيا التي لا يريد لها الغرب التوقف، والمطامع الدولية التي لم تنته ولن تقف حيال الصومال وثرواته الهائلة.
يبلغ عدد سكان الصومال تقريباً نحو 16 مليوناً و500 ألف نسمة، يعيشون في منطقة جغرافية مهمة عالمياً بين المحيط الهندي وشرق عدن، مساحتها نحو638 ألف كلم مربع.
والصومال يمتاز بثروات مقدرة في قطاعات الزراعة بشقيها المطري والمروي، والغابات التي تنتج أجود أنواع الأخشاب والفحم النباتي مثل شجرة الأكاسيا، وهناك غابات الصمغ العطري المر واللبان الذي اشتهر به الصومال منذ قديم الزمان، والثروة الحيوانية مثل الماعز والأغنام خاصة الجِمال التي تعتبر الصومال الأولى عربيا في تربية الإبل، وثروات البحر مثل التونا والماكريل والمحار، والثروات المعدنية مثل رواسب الطين المعدني والفوسفات والقصدير والجبس واليورانيوم والفحم والحديد الخام.
ويعتمد الصوماليون على الزراعة والرعي والصيد كمهن أساسية، وهي بلد زاخرة بثرواتها وامكانياتها التي لم نتمكن من الاستفادة منها طوال العقود الماضية بسبب الصراعات السياسية الدامية والحرب الأهلية وتفشي الصراعات القبلية، وكذلك اهتمام الدول العظمى بثروات البلد التي أوشكت على الانهيار، ومحاولات الهيمنة عليه وإخضاعه لسيطرتها والتحكم في موقعه الجغرافي المائي الخطير، فالمطامع الدولية الاستعمارية في الصومال الظاهرة والمستترة لم تتوقف بل تتزايد يوما بعد يوم.
ظل الصوماليون يعيشون في أتون صراع دامٍ مستعر ملتهب منذ عقود ويتفاقم يوميا، مما أورث هذا البلد الفقر والمجاعة التي تصل الآن ذروتها مع غياب تام للمنظمات الدولية والقارية والإقليمية خاصة العربية والإسلامية.
ولم تحرك نداءات الأمم المتحدة ومنظماتها التي قدمت للعالم الإحصائيات الدقيقة لعدد المتضررين من الجفاف والمجاعة، وكذلك الأمين العام للجامعة العربية، لم تهتز قلوب العرب ولا تحرك العالم لنجدة الصومال.