واشنطن – (رياليست عربي): في ظل المساعي الغربية لإنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا، تكشفت ملامح مقترح أطلقوا عليه غربي لكنه في الأساس تم كتابة بنوده فى معامل السياسية الأميركية، لما حمله من مطالبات مرفوضة من الجانب الروسي قبل فتح مظروف الصفقة المشبوهة.
وتعليقاً على بنود التهدئة، رأت مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية، أن مقترح السلام الذي قدمه الغرب لروسيا يحمل ملامح معاهدة فرساي التي أنهت الحرب العالمية الأولى، مشيرة إلى أن المقترح الذي قدمته بعض الدول الغربية وقبِله الأوكرانيون في البداية، يدعو إلى وقف كامل للأعمال العدائية وانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا بما في ذلك منطقتا دونيتسك ولوغانسك.
كما ينص هذا المقترح وفقاً للصحيفة الأميركية على، تأجيل انضمام أوكرانيا إلى الناتو في الوقت الراهن، لتنضم بعد فترة لا تقل عن سبع سنوات، كذلك إنشاء منطقة أمنية بعرض 100 كيلومتر على طول حدود روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا، تتولى حمايتها ست دول غربية، وتحويل شبه جزيرة القرم إلى منطقة محايدة.
وجاء في بنود المقترح المرفوض، ضرورة مغادرة القوات البحرية الروسية البحر الأسود، على أن يجري إعادة التفاوض على هذه القضية بعد سبع سنوات، إضافة إلى ذلك سيمنح القادة الروس وعائلاتهم حصانة من الملاحقة القضائية.
المجلة الأميركية التي روجت لبنود مقتر السلام قالت: قد يعتبر البعض الاتفاق صفقة أفضل من معاهدة فرساي أو نورمبرغ.
وتشير إلى عدد من أوجه القصور التي تشوب «صفقة السلام» المسربة هذه. أولها: أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يقبل بالاتفاق، وأنه ليس لديه ما يخسره عبر تمديد الصراع.
ومع الأخذ في الاعتبار أن الروس لا يعانون من نقص الغاز، فقد يتشبثون بمناطق سيطرتهم طوال فصل الشتاء وينتظرون رؤية واقع ما بعد فصل الجليد، هذا الواقع هو دخول الغرب في حالة ركود هائل وما يرتبط به من مشاكل اجتماعية.
ثانياً، على الرغم من أن الاتفاق يبدو وكأنه يمنح النخب الروسية حصانة، إلا أنه لم تذكر شيئًا عن رفع العقوبات الاقتصادية بحق هؤلاء الأفراد أو العقوبات المفروضة على روسيا، ومع توقيع قطر اتفاقا للغاز مع الصين هذا الأسبوع، قد يبدو لروسيا أنها ليس لديها ما تخسره من خلال تمديد الحرب.
فى سياق أخر، رفضت أوكرانيا مقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن على الغرب النظر في كيفية معالجة طلب روسيا ضمانات أمنية، إذا وافقت على مفاوضات بشأن إنهاء الصراع فى أوكرانيا المستمر منذ أكثر من 9 أشهر.
وشكك سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف، في توفير ضمانات أمنية لروسيا.
وكان المسؤول الأوكراني يرد على تصريحات للرئيس الفرنسي خلال مقابلة تلفزيونية تم إذاعتها السبت، قال فيها إن على أوروبا أن تناقش كيفية إعطاء ضمانات أمنية لروسيا في اليوم الذي تعود فيه إلى طاولة المفاوضات بشأن الحرب في أوكرانيا.