إسلام أباد – (رياليست عربي): لا يزال الوضع في باكستان متوتراً، حيث لم يتم حل مشكلة النشاط الإرهابي في البلاد بعد، كما أن الصراع السياسي الداخلي بين الحزب الحاكم والمعارضة يخلق شروطاً مسبقة لمزيد من زعزعة الاستقرار، فما هي أبرز التطورات الأخيرة؟
في شمال غرب باكستان، لا يزال المسلحون من مختلف الجماعات المتطرفة والانفصالية أحراراً دون قيد أو شرط أو حتى اعتقال، لكن حل هذه المشكلة هو أحد المهام الرئيسية لإدارة شهباز شريف، لكن حتى الآن لا توجد آفاق إيجابية لذلك.
بالإضافة إلى ذلك، الإرهابيون من حركة طالبان باكستان يداهمون بانتظام المواقع الحكومية، مرة بعد مرة، كانت هناك هجمات على مباني وكالات الجهات المختصة، ليس فقط في مكان ما بالقرب من الحدود مع أفغانستان، ولكن أيضاً في المدن الكبيرة في باكستان.
فقد نفذت عدة مجموعات متطرفة من حركة طالبان باكستان يوم أمس هجوماً متزامناً في أربع مناطق مختلفة – لاكي مروات، وبانو، وتانك في خيبر بختونخوا، وبيتاني في بلوشستان.
حيث يهاجم الإرهابيون حواجز الطرق مستخدمين مجموعات متحركة على دراجات نارية، وفقاً لبعض التقارير، استخدم أعضاء حركة طالبان باكستان ثلاثة صواريخ مضادة للدبابات في لاكي مروات، على الأرجح قذائف آر بي جيه.
وخلال القتال العنيف في عدة مناطق في وقت واحد، تمكنت القوات الأمنية من صد جميع الهجمات، ونتيجة لذلك، تم القضاء على من سبعة إلى عشرة مسلحين، وتراجع الباقون، في الوقت نفسه، فقد الباكستانيون ثلاثة قتلى.
الوضع السياسي
بالنسبة للوضع السياسي، فقد اقتحم ضباط إدارة مكافحة الفساد في شرطة البنجاب أمس منزل رئيس الوزراء الإقليمي برويز إلهي فيما يتعلق برفع قضية جنائية ضده، ونتيجة لعمليات التفتيش، لم يتم العثور على السياسي الأعلى رتبة في حزب حركة العدل، وتم اعتقال 12 من موظفي إلهي، وبحسب تقارير إعلامية، فقد هرب الوزير نفسه من الباب الخلفي.
وندد فؤاد شودري، أحد سياسيي باكستان وزعيم حزب باكستاني، بالاستيلاء القسري على ممثلي الحزب، وأشار إلى أن القضية المرفوعة ضد إلهي ملفقة بالكامل من أجل إضعاف عمران خان في الفترة التي تسبق الانتخابات الوطنية.
في عام 2023، في موعد أقصاه أكتوبر، ينبغي إجراء انتخابات برلمان البلاد، الجمعية الوطنية، في باكستان، والآن تتفاوض الحكومة الحالية وقوى المعارضة ممثلة برئيس الوزراء السابق، عمران خان على موعد الحدث.
وستكون الأحزاب الرئيسية في الصراع على السلطة هي حركة العدل (عمران خان) والرابطة الإسلامية الباكستانية (شهباز شريف) وحزب الشعب الباكستاني (بيلاوال بوتو).
المرشح الأوفر حظاً في السباق هو رئيس الوزراء السابق عمران خان، الذي يحظى بدعم كبير بين عموم سكان باكستان، لكن بالنظر إلى قرارات شريف التي لا تحظى بشعبية كبيرة، لا أحد تقريباً يشك في انتصار عمران خان.
هذا مفهوم جيداً بين ممثلي الحكومة الحالية وبين النخبة العسكرية، التي تعارض أيضاً عودة عمران خان لحكم البلاد، وتتركز جهودهم على عزل رئيس الوزراء السابق بشكل قانوني عن المشاركة في العملية الانتخابية.
ومع ذلك، فإن مثل هذه الإجراءات من جانب إدارة شهباز شريف محفوفة بعواقب بعيدة المدى، حيث يتزايد الدعم لعمران خان بشكل يتناسب بشكل مباشر مع محاولات السلطات الحالية “تصفية” رئيس الجمهورية السابق.
وقد تفاقم الوضع بسبب تنامي نشاط الجماعات الإرهابية في البلاد. إذا كانت الهجمات في وقت سابق فقط في المناطق المتاخمة لأفغانستان، فإن المتطرفين الآن يوسعون جغرافية الضربات، ويهاجمون كلاً من كراتشي ولاهور.
بالنتيجة، إن غياب أي تدابير مهمة من جانب الجيش ووكالات إنفاذ القانون، فضلاً عن الصراع السياسي الداخلي المحتدم، يخلقان شروطاً مسبقة لزيادة تعزيز منظمات تحريك طالبان والبلوش وتدهور النظام الأمني في باكستان.