موسكو – (رياليست عربي): يتوجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للإعلان عن الموافقة على طلب هلسنكي للانضمام إلى كتلة شمال الأطلسي، وفق ما صرح به الرئيس الفنلندي سولي نينيستو قبل رحلته إلى اسطنبول للقاء نظيره التركي.
كما هو معروف أنه في البداية، عارضت أنقرة بشكل قاطع انضمام فنلندا والسويد إلى التحالف، لكنها خففت موقفها بعد ذلك، فماذا وراء هذا وما مدى تهديده لمصالح روسيا؟
وصل الرئيس الفنلندي سولي نينيستو إلى اسطنبول لإجراء محادثات مع الزعيم التركي، وقال: “من المهم جداً بالنسبة لفنلندا أن تنضم كل من فنلندا والسويد إلى الناتو في أقرب وقت ممكن”، ووعد “بمواصلة عمله لدعم عضوية السويد في الحلف”.
بالنسبة لأنقرة، إن الوضع معقداً خاصة وأن تركيا منعت بشكل عام عملية النظر في الطلبات الواردة من السويد وفنلندا بسبب القضية الكردية، ووجهت تركيا اللوم إلى هذه الدول على “التواطؤ في الإرهاب”، من جانبها، رفضت ستوكهولم وهلسنكي تسليم أعضاء حزب العمال الكردستاني، الذي يعتبر منظمة إرهابية في تركيا، إلى أنقرة.
وبطبيعة الحال، بدا أن الطرفين كانا قادرين على الاتفاق، وفي نهاية يونيو 2022 وقعوا مذكرة في المجال الأمني، حيث تعهدت هلسنكي وستوكهولم بتسليم أعضاء حزب العمال الكردستاني إلى تركيا وإغلاق جميع المنظمات المرتبطة بهياكلها على أراضيها، لكن بحلول نهاية شهر نوفمبر، أوضحت وزارة الخارجية التركية أن المزاعم مستمرة، والتوقعات غير مبررة، لأنه “لم يتم اتخاذ خطوات ملموسة”، في الوقت نفسه، شددوا على أن الادعاءات لا تتعلق بهلسنكي، ولكن ستوكهولم.
أما بالنسبة للسويد، فقد انتقدت بشدة تركيا بسبب نهجها في حل القضية الكردية، كما أنها تأوي ممثلين عن حزب العمال الكردستاني، وبعد فترة، ما زالت ستوكهولم تحاول تحسين العلاقات مع أنقرة، وفي منتصف نوفمبر، أقر البرلمان في البلاد تعديلات دستورية لتشديد قانون مكافحة الإرهاب، وتوسيع المسؤولية الجنائية عن المشاركة في المنظمات الإرهابية وتسهيل محاكمة أعضاء حزب العمال الكردستاني.
فيما يتعلق بروسيا جراء هذا الوضع، اتفقت السلطات التركية والرئيس أردوغان شخصياً على حل وسط، وقرروا مشاركة فنلندا والسويد في الانضمام إلى الناتو.
الآن يتعلق الأمر بشكل أساسي بما إذا كانت البنية التحتية العسكرية للتحالف ستقترب من الحدود الروسية، وهو يقترب في حال تم الأمر، وهذا يعني زيادة في المخاطر، وبالتالي، تهديداً مباشراً للمنطقة الشمالية الغربية إلى حد كبير، وهذا يعني انسداد محتمل لبحر البلطيق، ويجب التعامل مع هذه المشكلة بجدية تامة.
بالإضافة إلى ذلك، إن الوصول إلى القطب الشمالي عبر بحر البلطيق، سيتعين على روسيا بهذا الخصوص، إيلاء المزيد من الاهتمام على وجه التحديد لطريق بحر الشمال، وبشكل عام، هذه المنطقة بأكملها في خطر، كما سيتطلب هذا موارد كبيرة للحفاظ على القدرة الدفاعية، وبالنسبة للاتحاد الروسي، فهذه زيادة في الإنفاق، أولاً وقبل كل شيء، وزيادة في المخاطر.