برلين – (رياليست عربي). دعا أوي هورستمان، الرئيس التنفيذي الجديد لشركة Stark الألمانية المتخصصة في الطائرات الهجومية المسيّرة، أوروبا إلى إعادة صياغة أنظمة شراء الأسلحة بشكل جذري، معتبراً أن الآليات البيروقراطية الحالية عاجزة عن مجاراة وتيرة الابتكار العسكري التي تسارعت منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022.
وقال هورستمان في مقابلة مع فايننشال تايمز:
«متى نريد هذه الطائرات؟ كم نحتاج منها؟ هل نخزنها أم نحدثها باستمرار؟ هذه الأسئلة هي مفتاح بناء ردع حقيقي من خلال البنية الصناعية».
«ستارك» — شركة ناشئة بدعم كبار المستثمرين
تأسست Stark قبل 15 شهراً فقط، لكنها تُعد اليوم من أسرع شركات الدفاع نمواً في أوروبا. ومن أبرز مستثمريها بيتر تيل وجو لونزديل (مؤسسا Palantir و8VC) وصندوق سيكويا كابيتال. وبلغت قيمتها السوقية 500 مليون دولار بعد جولة تمويل في أغسطس جمعت خلالها 62 مليون دولار.
خطة ألمانية بقيمة 10 مليارات يورو
تأتي تصريحات هورستمان بينما أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستريوس خطة لاستثمار 10 مليارات يورو في الطائرات العسكرية المسيّرة خلال السنوات المقبلة، لتعزيز قدرات الناتو الجوية في مواجهة روسيا.
وقال رئيس أركان الجيش الألماني كارستن بروير الشهر الماضي إن الجيش يبحث عقوداً مرنة جديدة تتيح شراء النماذج الأحدث بسرعة بدلاً من تخزين أنظمة تصبح قديمة خلال أشهر.
وأشاد هورستمان بالتحول في التفكير لكنه حذّر من أن القيود التنظيمية ومعايير الشهادات في أوروبا ما زالت تعرقل التطوير، موضحاً أن
«البرمجيات يجب أن تُحدث أسبوعياً، لكن النظام الحالي لا يواكب إيقاع الابتكار».
توسع دولي ومنافسة داخل ألمانيا
بدأت Stark بالفعل تزويد الجيش الألماني بطائرات Virtus المسيّرة بكميات محدودة لأغراض الاختبار، إلى جانب شركة Helsing المنافسة. وتتنافسان حالياً على عقد وطني أكبر لتزويد الجيش بأنظمة قتالية مستقلة.
كما تطوّر Stark نظام القيادة والتحكم Minerva لإدارة أساطيل الطائرات غير المأهولة، وأرسلت فريقاً ميدانياً إلى أوكرانيا لجمع بيانات حول أداء الأنظمة في ظروف الحرب. وفي يوليو، أعلنت الشركة عن افتتاح مصنع جديد في سويندون بالمملكة المتحدة ضمن خطة توسعها الدولية.
جدل حول التأسيس والعلاقات السابقة
شارك في تأسيس Stark الضابط السابق فلوريان زيبل، الذي أسس سابقاً شركة Quantum Systems لصناعة الطائرات الاستطلاعية. وأُشيع أنه غادرها بعد أن رفض المستثمرون تطوير طائرات مسلحة.
لكن هورستمان أكد أن الشركتين «منفصلتان تماماً»، مضيفاً أن زيبل «صديق مقرب» لكنه لا يشغل أي منصب تنفيذي في Stark.
وسيواصل هورستمان عمله كشريك في شركة الاستثمار Project A، أحد الداعمين الأوائل لـ Stark، بينما يشرف على المرحلة التالية من توسع الشركة.
الابتكار بدلاً من البيروقراطية
مع تسارع جهود التسلح في أوروبا وتحديث جيوش الناتو، يرى هورستمان أن مستقبل الردع لا تحدده الجيوش وحدها، بل القدرة على الابتكار السريع:
«الابتكار، وليس البيروقراطية، هو ما سيحدد الردع الحقيقي في الحروب المقبلة».






