واشنطن – (رياليست عربي). أعلن الجيش الأميركي عن دمج قيادتين من أبرز قياداته ذات الأربع نجوم — وهما قيادة مستقبل الجيش (AFC) وقيادة التدريب والعقيدة (TRADOC) — في منظمة جديدة تحمل اسم «قيادة التحول والتدريب» (T2COM)، في خطوة تعدّ أكبر إصلاح هيكلي منذ أكثر من خمسين عاماً، تهدف إلى توحيد جهود التحديث والتدريب والابتكار في منظومة واحدة.
وجاء الإعلان في 2 أكتوبر، خلال اليوم الثاني من إغلاق الحكومة الأميركية، حيث أقيمت مراسم «إنزال الأعلام» لكلتا القيادتين وكُشف عن شعار T2COM الجديد الذي يتوسطه سيف يرمز إلى اتحاد التقليد والتحول.
وقال الجنرال جيمس ريني، القائد المنتهية ولايته لقيادة مستقبل الجيش، الذي سيُحال إلى التقاعد هذا الشهر:
«إن إنشاء T2COM هو القرار الصحيح — ليس من أجل الكفاءة فحسب، بل من أجل الفرص».
من عاصمة التكنولوجيا إلى مركز الابتكار العسكري
تأسست قيادة مستقبل الجيش عام 2018 في أوستن، تكساس، بقرار من الرئيس آنذاك دونالد ترامب ورئيس الأركان الجنرال مارك ميلي، بهدف كسر الجمود البيروقراطي وتسريع التحديث من خلال التعاون مع القطاع التكنولوجي الأميركي.
وكانت القيادة بمثابة جسر بين الجيش والعقول المبتكرة في الولايات المتحدة، تجمع الجنود والمهندسين ورواد الأعمال لتطوير تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والأسلحة الدقيقة بعيدة المدى.
وخلال سبع سنوات، أطلقت القيادة مبادرات مهمة مثل مختبر تطبيقات الجيش ومصنع البرمجيات ومشروع التقارب (Project Convergence)، الذي ربط بين أجهزة استشعار وطائرات مسيّرة وأنظمة قتالية متعددة المجالات.
لكنها واجهت أيضاً إخفاقات كبيرة، منها إلغاء برنامج الطائرة الاستطلاعية الهجومية المستقبلية ومدفعية المدى الموسّع.
مرحلة جديدة: من الرؤية إلى النصر
تهدف قيادة T2COM إلى دمج تصميم القوة وتطويرها وتوليدها في خط إنتاج واحد يربط الابتكار بالتطبيق الميداني تحت شعارها الجديد: «من الرؤية إلى النصر» (From Vision to Victory).
وقال رئيس أركان الجيش الجنرال راندي جورج:
«العالم لا يتباطأ — ولن نفعل نحن أيضاً. التحول لا يتعلق فقط بابتكار المنتجات، بل بابتكار العمليات نفسها. ستساعدنا T2COM على تقليص التكرار، وكسر الجمود، وتسريع وصول التكنولوجيا إلى أيدي الجنود».
وسيتولى الجنرال ديفيد هودني، الذي قاد سابقاً مركز المفاهيم المستقبلية، قيادة T2COM، واصفاً الدمج بأنه «إعادة ضبط» تجمع بين تقاليد عسكرية عريقة ورؤية حديثة تلائم حقبة الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة والحروب الرقمية.
الهيكل والمقر
ستبقى قيادة T2COM مقرها في أوستن، مع توسيع وجودها الإقليمي والحفاظ على برامج مثل مختبر تطبيقات الجيش ومصنع البرمجيات.
وسيتبعها ثلاث قيادات فرعية برتبة فريق (ثلاث نجوم):
- قيادة المفاهيم المستقبلية (فورت يوستيس، فرجينيا)
- قيادة الأسلحة المشتركة (فورت ليفنوورث، كانساس)
- قيادة التجنيد في الجيش (فورت نوكس، كنتاكي)
وقال الجنرال هودني:
«لم تغيّر التكنولوجيا وحدها طبيعة الحرب — لا الدبابة، ولا الطائرة، ولا الطائرة المسيّرة. التغيير يتطلب أفكاراً جديدة وتنظيمات جديدة. وT2COM هي إجابة الجيش الأميركي على هذا التحدي».
وفي ظل الحروب الجارية في أوكرانيا والشرق الأوسط، يأمل الجيش الأميركي أن تساعده القيادة الجديدة على التكيّف بسرعة مع وتيرة التطور التكنولوجي، عبر دمج التدريب والعقيدة والابتكار في محرك واحد للتحول المستقبلي للقوة العسكرية الأميركية.






