دمشق – (رياليست عربي): تسود المخاوف والشكوك بين أوساط ما يُسمى بالجيش الوطني وما تُسمى الحكومة المؤقتة التابعة له المسيطرة على ريف حلب ومناطق درع الفرات، بعد تقارير رصدتها حول نشاط تنظيم تحرير الشام، تشي بأنها تعمل على التمدد نحو مناطقهم.
فقد أثارت تصريحات الجولاني خلال حضوره افتتاح طريق حلب – باب الهوى مخاوف تلك الأوساط، حيث أعلن الجولاني أنه يوجد نموذجين في الثورة، وأن النموذج الثاني الموجود في الشمال يسبب الألم للجميع، بسبب الفرقة الموجودة هناك، مُبدياً استعداده لتقديم أي مساعدة تساهم في التنمية الاقتصادية هناك، فيما النموذج الأول والناجح وفق رأيه هو تجربة هيئته.
تصريحات الجولاني الأخيرة تُعتبر بمثابة رسائل مباشرة للميليشيات المدعومة من قبل تركيا في ريف حلب ودرع الفرات وغصن الزيتون، لا سيما وأن الرجل كان قد لمّح سابقاً إلى ضرورة توحد هيئته بشقيها المسلح والمدني ممثلاً بما تُسمى حكومة الإنقاذ مع ما يُسمى بالجيش الوطني وحكومته المؤقتة، وأن تكونا تحت قيادة واحدة، أي تحت قيادته.
ثم تلاها تسريبات عن محمد الجاسم أبو عمشة قائد فصيل سليمان شاه الذي أعلن موافقته ورغبته على أن ينضوي تحت قيادة الجولاني لتكون قيادةً موحدة لكامل الشمال السوري.
كما أن اعتبار الجولاني لنموذج الفصائل المدعومة تركياً، ممثلةً بما تُسمى بالجيش الوطني، هي نموذج فاشل، لا يستطيع إدارة مناطقه، منطلقاً من تسويق عدد من المشاريع التي نفذتها هيئته وكان آخرها طريق حلب – باب الهوى.
تبقى التساؤلات والمخاوف بين أوساط الجماعات المدعومة تركياً، حتى تجيب عنها أنقرة بنفسها، خصوصاً وأن التقارير تتحدث عن تنسيق وتعاون بين الهيئة في ادلب وبين القوات والاستخبارات التركية هناك، فهل انطلقت رسائل الجولاني استناداً إلى معطيات ووعود تركية بتمدد سلطته نحو مناطق الجيش الوطني؟ أم أن الرجل تقصّد الإدلاء بتلك التصريحات لجس النبض التركي، أو أنها مجرد تصريحات إعلامية تصب في الترويج لنفسه وإظهار الطرف الآخر من المعارضة على أنها نموذج فاشل فقط؟