موسكو – (رياليست عربي): من غير المستبعد أن في بداية أ صراع خاصة في الشرق الأوسط لا بد من دراسة الفائدة من ذلك لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وهما حتماً مستفيدان من تأجيج أي أوضاع، خاصة فيما يحدث الآن في السودان.
يجب اعتبار التناقضات بين قوات الرد السريع والجيش في كثير من النواحي صراعاً بين الجنجويد السابقين من قبيلة الرزيقات، الذين يهيمنون في جنوب وغرب السودان، والقبائل العربية في شمال شرق البلاد، التي منها تشكيل النخبة العسكرية الحالية.
وجدير بالذكر أن الجنجويد قوات عربية كانت في حالة حرب مع القبائل الزنجية على أراضي المراعي لسنوات عديدة، حيث أظهرت المجموعة شبه العسكرية نفسها خلال نزاع دارفور عام 2003.
ثم دعم الرئيس المخلوع عمر البشير عناصر الجنجويد في محاربة الجماعات الانفصالية من قبائل الزنجية الفور والزغاوة والمساليت، بالإضافة إلى ذلك، وبدعم من السلطات، عزز الجنجويد نفوذهم في المنطقة، وفي عام 2013، ظهرت قوة الرد السريع من بينهم.
في ذلك الوقت أصبح أحد أبرز قادة الميليشيا، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، قائداً لقوات الرد السريع، بحلول وقت انقلاب 2019 والإطاحة بعمر البشير، أصبحت قوات الرد السريع بالفعل قوة جادة، مساوية في أعدادها للجيش السوداني، وبالتالي فاقمت هذه الحقيقة التناقضات الموجودة بالفعل داخل القبائل العربية.
من جهة، لا تريد النخبة العسكرية تقاسم السلطة وإجراء إصلاحات ونقل مقاليد السلطة إلى الحكومة المدنية، ومن جهة أخرى، قوات الرد السريع، حيث قرر حميدتي قيادة “الثورة الديمقراطية”، وتحت هذه الذريعة، أخذ ما يجب أخذه.
القوى الخارجية المهتمة بالصراع
بالحكم على الطريقة التي تتطور بها الأعمال االعسكرية الجارية، يدرك اللاعبون الخارجيون أن الأحداث الحالية لا تشبه كثيراً الانقلاب وتمثل صراعاً أهلياً عميق الجذور يخاطر بالتحول إلى حرب شاملة.
معظمهم يقيمون الوضع ويرفضون الانخراط بشكل مباشر في المعارك، ومع ذلك، هذه ليست سوى مسألة وقت.
بالإضافة إلى ذلك، من شبه المؤكد أن الحرب في السودان، حتى لو تأخرت بسبب هدنة أخرى، ستحفز اللاعبين الإقليميين لحل النزاعات طويلة الأمد من خلال وكلائهم في ساحة المعركة السودانية.
أولاً، يتعلق الأمر بما يلي:
حول إثيوبيا التي ستحاول إضعاف القوات الموالية لمصر في السودان ممثلة بالبرهان والضغط على القاهرة عند تدشين السد الإثيوبي.
حول ليبيا وتشاد، حيث العلاقات بين الأعراق والسودانيين قوية، وبعض القبائل تعرب بالفعل عن دعمها لأطراف مختلفة من الصراع.
أما حول المجموعات المؤثرة المختلفة في بعض الدول العربية المهتمين بالحفاظ على سلاسل تصدير الذهب السوداني والحفاظ على الاتصال مع كل من البرهان وحميدتي.
مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية
تسعى الولايات المتحدة إلى منع تقوية روسيا في إفريقيا، وتعطيل مشروع القاعدة اللوجستية الروسية في البحر الأحمر، وإذا أمكن، إضعاف سيادة مصر وإثيوبيا، في هذا السياق، فإنهم راضون تماماً عن الحرب الأهلية، وستبذل الولايات المتحدة كل ما في وسعها لاستمرارها وانتشارها إلى المنطقة بأكملها في المستقبل.
ووفقاً للمعلومات، فإن ممثلي الولايات المتحدة يتفاوضون بالفعل مع مجموعات شبه عسكرية في منطقة أمهرة في إثيوبيا للمشاركة في الصراع إلى جانب حميدتي مقابل 140 مليون دولار.
الرد الروسي
الحرب الأهلية في السودان ميدان فرص ليس فقط للولايات المتحدة واللاعبين الإقليميين، حيث يمكن للجانب الروسي، الذي تربطه علاقات مع طرفي الصراع، وكذلك مع قيادات الدول التي تقف الآن على طرفي نقيض من المتاريس، أن يعمل كوسيط للمفاوضات.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذا الدور، بغض النظر عن الجانب الفائز، أن يلعب لصالح روسيا في تأمين علاقات الثقة مع الحكومة السودانية المستقبلية، والتي، ربما، ستسمح بتحقيق المصالح العسكرية السياسية الروسية.
بالتالي، يبدو أن المخطط السوري في نهايته، وتوجب على اللاعبين الغربيين قبل إغلاق هذا الملف، إشعال منطقة أخرى، يبدو أنها السودان بموجب كل ما يحدث، فإن الأزمة السورية بكل تفاصيلها انتقلت إلى السودان بكل تأكيد.