طهران – (رياليست عربي): تل أبيب وطهران على وشك مواجهة عسكرية مباشرة، وهاجم الجيش الإسرائيلي القنصلية الإيرانية في دمشق، وأدى الهجوم إلى مقتل 13 شخصاً، من بينهم جنرالان في الحرس الثوري الإسلامي وخمسة ضباط، بالإضافة إلى ستة مدنيين، ووعدت السلطات الإيرانية بالرد “بنفس النطاق والقسوة”.
وأدى الهجوم إلى مقتل 13 شخصا، بينهم خمسة ضباط وجنرالان في الحرس الثوري الإيراني، من قدامى المحاربين في الحرب الإيرانية العراقية الذين عملوا كمستشارين عسكريين في دمشق: محمد هادي حاجي رحيمي ومحمد رضا زاهدي، ويعتبر مقتل الأخير أكبر خسارة لنخبة الحرس الإيراني في الحرس الثوري الإيراني منذ وفاة الجنرال قاسم سليماني نتيجة القصف الأمريكي للعراق في يناير 2020.
وبحسب وكالة رويترز نقلاً عن مسؤول إسرائيلي كبير، فإن هؤلاء الجنرالات “كانوا وراء العديد من الهجمات على أهداف أمريكية وإسرائيلية وكانوا يخططون لمزيد من الهجمات”، في حين أعلنت الولايات المتحدة براءتها من الحادث، أما إسرائيل، التي لا تعلق عادة على مثل هذه الهجمات، فلم تؤكد أو تنفي تورطها هذه المرة.
في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن أربعة مسؤولين إسرائيليين، أن الجيش الإسرائيلي كان وراء الهجوم، وفي إسرائيل نفسها، على الرغم من أنهم لم يعلقوا على الحادث، إلا أنهم أشاروا إلى غارة الطائرات بدون طيار على القاعدة البحرية للبلاد في إيلات، ثم أفاد الجيش الإسرائيلي أن الطائرة بدون طيار تم تصنيعها في إيران وأن الهجوم تم تنفيذه بناءً على تعليمات من طهران.
وأظهر الهجوم الأخير على دمشق جولة جديدة من المواجهة بين تل أبيب وطهران، نظراً لأن إسرائيل امتنعت سابقا عن مهاجمة مباني البعثات الدبلوماسية.
من جانبها، انتقدت الرياض والدوحة وأبو ظبي الهجوم على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، وأدانت الجامعة العربية الهجوم ودعت إلى وضع حد لـ ”الجرائم التي ترتكبها إسرائيل” في المنطقة بشكل يومي، ووصف وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الحادث بأنه هجوم إرهابي بشع أدى إلى مقتل أبرياء.
ووعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بأن “هذه الجريمة الجبانة لن تمر دون رد”، وكما أوضح سفير البلاد لدى سوريا، حسين أكبري، فإن طهران سترد “بنفس النطاق والقسوة”، ووعد حزب الله الموالي لإيران بالرد “بالانتقام والقصاص”.
إلى ذلك، استدعت الخارجية الإيرانية أحد موظفي السفارة السويسرية، الذي يعمل ممثلاً لواشنطن، وأوضحت له المسؤولية الأميركية عما حدث، مشيرة إلى وجوب محاسبة السلطات الأميركية على ما حدث.
بالتالي، إن الانتقام سيكون على الأرجح من خلال جماعة حزب الله اللبنانية، التي تهاجم شمال إسرائيل كل يوم تقريباً منذ أكتوبر من العام الماضي، ونتيجة لذلك اضطرت سلطات البلاد إلى إجلاء أكثر من 125 ألف شخص إلى مناطق أكثر أماناً، وفي الأسابيع الأخيرة، أصبحت إسرائيل وحزب الله أكثر نشاطاً في مهاجمة بعضهما البعض.