باريس – (رياليست عربي): توقع خبراء في الشأن الأفريقي ألا تثمر تهديدات فرنسا لمالي بشأن استعانة الأخيرة بشركة “فاغنر” الروسية تأثيراً حاداً، معتبرين إياها مجرد ضغط على الحكومة الانتقالية لاستبعاد المنافس الروسي، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
التنافس الآن ما بين فرنسا وروسيا، فقد وجهت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، تحذيراً شديداً إلى مالي بفقد دعم المجتمع الدولي إن استعانت بالشركة الروسية لإمدادها بمقاتلين؛ تحسباً لتمدد نفوذ موسكو في الساحل الأفريقي الغربي الذي تعتبره باريس منطقة نفوذها، وذكرت بارلي أمام مجلس الشيوخ أنه إذا دخلت مالي في شراكة مع ما وصفتهم بالـ “المرتزقة” فستُعزل وستفقد دعم المجتمع الدولي الملتزم جدا تجاهها، وستتخلى عن مقومات كاملة من سيادتها.
هذا الأمر مؤشر على انحسار الدور الفرنسي في أفريقيا، وما أكد هذا الموقف، تصريحات رئيس وزراء مالي، شوغيل مايغا، التي زادت من حدة الخلاف بين البلدين؛ حيث برر اللجوء لطرف آخر غير فرنسا في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، بأن فرنسا- التي أعلنت إنهاء مهمتها في الساحل الأفريقي- تتخلى عن بلاده في منتصف الطريق، وتضعها أمام أمر “يقودنا إلى استكشاف السبل والوسائل لكي نضمن الأمن على نحو أفضل”.
الآن فرنسا أمام تنفيذ استكمال الانسحاب حيث يغادر الجنود الفرنسيون شمال مالي بحلول ديسمبر/ كانون الأول، بعد قرار تخفيض القوات الفرنسية في الساحل من 5000 إلى ما بين 3000- 2500 جندي بحلول 2023، إلا أن وزيرة الجيوش الفرنسية أكدت، أن فرنسا “لن تغادر مالي” بشكل نهائي.
تأتي هذه التطورات عقب شكوى من جانب مالي الذين يرون بأن فرنسا لم تنجز كثيراً في مهمتها في بلادهم فيما يخص مكافحة الإرهاب، فهي موجودة منذ العام 2013، ولم يتغير الوضع إلا وقت سيطرة التنظيمات الإرهابية على شمال البلاد، وحينها كانت العمليات الإرهابية هناك فقط، الآن الإرهاب في كل مالي.