أنقرة – (رياليست عربي): حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثينا، من أن صبره ينفد بشأن “عسكرة” جزر يونانية في بحر إيجة.
وكثف أردوغان في الآونة الأخيرة انتقاداته لما تعتبره تركيا حشداً عسكرياً يونانياً متزايداً في الجزر القريبة من سواحلها، فضلاً عن الدعم العسكري الغربي لليونان، التي تخوض أنقرة نزاعات إقليمية معها منذ فترة طويلة، كما أفادت “بلومبرغ”.
وأضافت الوكالة أن هذا الموقف المتشدد قد يساعد أردوغان في جذب أصوات القوميين، قبل الانتخابات الرئاسية والنيابية التي تنظمها تركيا العام المقبل، مستدركة أنه يهدد أيضاً بتصعيد التوتر العسكري بين أنقرة وأثينا.
المنطقة لا تحتاج تصعيد
أعربت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، خلال زيارة إلى أثينا عن “قلق” فرنسا بسبب التوترات المتزايدة بين اليونان وتركيا، الخصمين التاريخيين والعضوين في حلف شمال الأطلسي.
وقالت كولونا للصحفيين في أعقاب محادثات أجرتها مع نظيرها اليوناني، نيكوس دندياس، إن “المنطقة ليس بحاجة إلى توترات، إنها بحاجة إلى تهدئة”، وفق “فرانس برس”.
وكانت كولونا قالت خلال زيارة إلى أنقرة إنها دعت نظيرها التركي، مولود تشاوش أوغلو، على تجنب “أي تصعيد، أكان لفظيا أو غير ذلك”.
أردوغان الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي خلال زيارة للبوسنة والهرسك أمس الثلاثاء، سُئل هل تدرس تركيا شنّ عملية عسكرية ضد اليونان، بعد قوله قبل أيام “يمكن أن نأتي بغتةً ذات ليلة”، فأكد أن ما تحدث عنه في هذا الصدد “ليس حلماً”.
وأضاف في إشارة إلى اليونانيين: “لديهم جزر، (شُيّدت) عليها قواعد عسكرية، وإذا استمرت التهديدات غير المشروعة ضدنا منها، فإن لصبرنا حدوداً”.
وأشار إلى أن تركيا ستتخذ ما يلزم ضد هذه التهديدات “عندما يحين الوقت”، معتبراً أن خطوات تتخذها اليونان، مثل تتبّع مقاتلات تركية بالرادار “لا تبشّر بالخير”، بحسب وكالة “الأناضول” الرسمية التركية للأنباء.
رسائل تركية
وفي هذا الصدد، بحسب وسائل الإعلام التركية، وجّهت أنقرة في مطلع الشهر الجاري، رسائل إلى 25 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي، ومسؤول السياسة الخارجية في التكتل جوزيب بوريل، ومنظمات دولية، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، من أجل توضيح موقف أنقرة بشأن تسوية المشكلات مع أثينا في بحر إيجة.
وأضافت أن الرسائل، التي وقّعها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، “تسلط الضوء على الممارسات غير القانونية لليونان ومطالبها المتطرفة”.
وأضافت أن “اليونان تزعم أن مساحة مجالها الجوي هي 10 أميال بحرية، رغم أن مساحة مياهها الإقليمية في بحر إيجة تبلغ 6 أميال”.
واعتبرت الرسائل أن اليونان هي “الدولة الوحيدة في العالم التي لديها حدود مياه إقليمية، ومجال جوي غير متطابقين ولا معترف بهما من الدول الأخرى”.
واتهمت أثينا بـ”التهرّب من الحوار وتصعيد التوتر وجعل الاتحاد الأوروبي جزءاً من مشكلات بحر إيجة”.