فلوريدا – (رياليست عربي). قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأحد، إن أوكرانيا وروسيا أصبحتا «أقرب من أي وقت مضى» إلى التوصل لاتفاق سلام، وذلك عقب محادثات أجراها مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منتجعه بولاية فلوريدا، محذّراً في الوقت نفسه من أن المفاوضات لا تزال معقّدة وقد تنهار، ما قد يؤدي إلى إطالة أمد الحرب لسنوات إضافية.
وجاءت تصريحات ترامب بعد اتصال هاتفي استمر ساعتين ونصف الساعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصفه بأنه «ممتاز»، أعقبه لقاء مباشر مع زيلينسكي. وقال ترامب إنه يعتقد أن بوتين لا يزال مهتماً بالسلام، رغم استمرار الضربات الروسية على الأراضي الأوكرانية خلال توجه زيلينسكي إلى الولايات المتحدة.
وقال ترامب خلال ظهور مشترك مع زيلينسكي: «روسيا تريد أن ترى أوكرانيا تنجح»، مكرّراً إشادته بالرئيس الأوكراني ووصفه بـ«الشجاع». وأقرّ الطرفان بوجود عقبات كبرى ما زالت قائمة، في مقدمتها مصير الأراضي الأوكرانية الخاضعة حالياً للسيطرة الروسية، ومسألة الضمانات الأمنية طويلة الأمد لمنع تجدد الهجوم الروسي.
وعقب اللقاء، أجرى ترامب وزيلينسكي اتصالاً مشتركاً مع عدد من القادة الأوروبيين، بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وقادة فنلندا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وبولندا. وقال زيلينسكي إن ترامب وافق على استضافة اجتماع جديد مع القادة الأوروبيين في يناير المقبل، قد يُعقد في واشنطن.
وأكد ترامب أنه سيتحدث مجدداً مع بوتين قريباً. من جهته، أكد الكرملين الاتصال السابق، واصفاً إياه بأنه كان «ودياً وعملياً»، لكنه أشار إلى أن كييف ستحتاج إلى اتخاذ ما وصفه بـ«قرارات سياسية جريئة»، خصوصاً فيما يتعلق بإقليم دونباس شرقي أوكرانيا، من أجل التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار.
وحدّد الجانبان دونباس بوصفه نقطة الخلاف الأساسية. وقال ترامب إن تقدماً يتحقق رغم صعوبة الملف، مضيفاً: «إنها مسألة شديدة التعقيد، لكنني أعتقد أنها ستحل». وأكد زيلينسكي أن مواقف كييف وموسكو بشأن مستقبل الإقليم ما زالت متباعدة للغاية.
وقال مسؤولون أميركيون وأوكرانيون إن المفاوضين تبادلوا مسودات مقترحات سلام خلال الأسابيع الماضية، مشيراً زيلينسكي إلى أن إطاراً من 20 نقطة أصبح «جاهزاً بنسبة 90%». وأبدت الولايات المتحدة استعدادها لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا شبيهة بتلك الممنوحة لدول حلف الناتو، في وقت أبدى فيه زيلينسكي انفتاحاً على تعليق مسار الانضمام إلى الحلف مقابل ضمانات قوية على غرار الناتو.
لكن ترامب حذّر من أن المفاوضات قد تفشل في أي لحظة. وقال: «خلال أسابيع قليلة سنعرف الاتجاه النهائي»، مشيراً إلى أن التفاصيل العالقة قد تعرقل العملية برمتها.
وتطالب موسكو علناً بالاعتراف بسيطرتها على الأراضي التي تحتلها، بما فيها شبه جزيرة القرم وأجزاء من أربع مناطق شرقية، وفرض قيود على حجم القوات المسلحة الأوكرانية، وإنهاء طموحات كييف بالانضمام إلى الناتو، وهي شروط ترفضها أوكرانيا بشكل متكرر. كما حذّرت روسيا من أن أي نشر لقوات تابعة للناتو سيُعد عملاً عدائياً.
ورغم استمرار الخلافات، رأى ترامب أن الضغوط المتواصلة، والتسويات الإقليمية، والحوافز الاقتصادية لروسيا قد تفضي في نهاية المطاف إلى اتفاق. وقال: «إنها مفاوضات دقيقة للغاية»، مؤكداً أن التقدم تحقق، لكن النتيجة النهائية ما زالت غير مضمونة.






