كابول – (رياليست عربي): فور استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان في منتصف أغسطس 2021. تم تعيين عبدالحق وثيق، نائب وزير المخابرات السابق في حكومة طالبان من 1996-2001، مديراً عاماً لـ للمخابرات الأفغانية.
وُلد عبدالحق وثيق عام 1971 في ولاية غزنة، ودرس في مدرسة دينية في كويتا بباكستان، بعد غزو التحالف الأمريكي وسقوط أول إدارة لطالبان، اعتقله الأمريكيون واحتجز في خليج جوانتانامو من 2002 إلى 2014. ولكن تم تبادله مع الرقيب في الجيش الأمريكي بوي بيرغدال، إلى جانب مسؤولين آخرين في طالبان، وهنا يجب الإشارة أن لا يزال عبدالحق وثيق موضع اهتمام وتواصل مع مجتمع المخابرات الأمريكية.
تجدر الإشارة إلى أنه تم إنشاء المديرية العامة للمخابرات الأفغانية بالتنسيق والدعم المباشر من المخابرات الباكستانية، أي تحت رعاية باكستان، ويهدف إلى أن يصبح جهاز استخبارات حديث مزوداً بوسائل تقنية متطورة. ومع ذلك، فهي بعيدة عن ذلك، في الوقت الحالي.
تركز وكالة مخابرات طالبان على تعزيز القوة الداخلية وسيادة طالبان على أراضي أفغانستان. ومن بين الأنشطة الخارجية لـ المديرية العامة للمخابرات الأفغانية هي تعقب الموظفين السابقين لإدارة الامن القومي الافغانية السابقة ووكلائهم في المملكة المتحدة والولايات المتحدة. وبالفعل اعتقل بعضهم وخضعوا لاستجوابات شاقة، وتعرضت عائلاتهم للتهديد. كما هو الحال في كثير من الأحيان، فإن جهاز المخابرات في النظام السياسي السابق هو أحد التهديدات الرئيسية للنظام القائم.
تمارس المديرية العامة للمخابرات الأفغانية مداهمات واعتقالات ليلية تستخدم لمواجهة النشطاء المناهضين لطالبان في أفغانستان. وهن في الغالب ناشطات في مجال حقوق المرأة الأوسع أو صحفيات يدافعن عن سياسة معلومات أكثر حرية للدولة.
أما بالنسبة للعمل التحليلي والمعلوماتي السري، فإن المخابرات الأفغانية تشارك بنشاط في جمع البيانات الاستخباراتية حول ولاية خراسان في تنظيم الدولة الإسلامية وحركة طالبان الباكستانية. فنظر حركة طالبان الأفغانية إلى المنظمتين على أنهما مصادر تهديدات أمنية، ولكن بدرجات متفاوتة.
ففي حالة تنظيم الدولة الإسلامية (المحظور في روسيا)، إذا كان لطالبان خصم وجودي، بالإضافة إلى الطائفية، هناك أيضًا بعض التناقضات العرقية، إلا أن طالبان الباكستانية هو عامل يتدخل في العلاقات الأفغانية الباكستانية. فأصبحت المنظمة الباكستانية مشاركًا منتظمًا في الاشتباكات على الحدود الأفغانية الباكستانية.
فإن حرية مناورة حركة طالبان الباكستانية في المنطقة الحدودية موضع استياء من ممثلي المخابرات الباكستانية وتدل على عدم وجود رغبة مباشرة من طالبان للحد من نشاط طالبان الباكستانية في المنطقة الإشكالية لإسلام آباد. لدرجة تهديدات الجانب الباكستاني بنشر قوات أمنية إضافية على طول الحدود وحتى بناء جدار. أصبحت هذه التهديدات ملحة بشكل خاص بعد انتهاك الهدنة مع إسلام أباد من قبل طالبان الباكستانية في نوفمبر الماضي.
منذ البداية، بصفته رئيس المديرية العامة للمخابرات الأفغانية، واجه عبدالحق وثيق عقبات كبيرة في تنفيذ أنشطة الخدمة الخاصة. كان أحد العوامل الرئيسية المنافسة، أو حتى التنافس مع جهاز المخابرات القريب للغاية من وكالة الاستخبارات الباكستانية، ما يسمى بـــ”شبكة حقاني” التي ينبغي تسميتها بدواعي الصواب جماعة حقاني. ويشغل أعضاء المجموعة الموحدة تحت قيادة جلال الدين حقاني حاليًا مناصب رئيسية في القطاع الأمني لحركة طالبان.
غالباً ما يتم وضع استقلالية جماعة حقاني على أنها تهديد يمكن أن يتسبب في حدوث انقسام في حركة طالبان. ويحاول قادة طالبان بناء أسس على الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم لحماية النظام السياسي الذي نصب نفسه بعد استيلاء طالبان على كابول.
مجموعة حقاني ممثلة على نطاق واسع في جهاز المخابرات الأفغاني، وبالنسبة لعبدالحق وثيق، يُنظر إلى إمكانية نمو نفوذها داخل وكالة المخابرات على أنها تهديد لمنصبه على رأس استخبارات طالبان. على وجه الخصوص، تم تعيين أحد نواب وثيق في البداية تاج مير جواد، وهو قائد عسكري رفيع المستوى من مجموعة حقاني، وكان مسؤولاً عن عدد من الهجمات الإرهابية الكبيرة والبارزة في العاصمة الأفغانية.
بسبب التأثير المتزايد لمجموعة حقاني داخل المخابرات الأفغانية، يشعر نائب رئيس الوزراء في حكومة طالبان عبد الغني بردار، المقرب منه الآن عبدالحق وثيق، وبقية حاشية زعيم طالبان المعتدل بالقلق من الانقسام المحتمل بشكل متزايد في طالبان مع جماعة حقاني، مما قد يبطل جهود طالبان لتعزيز قوة وسيادة النظام السياسي الجديد.
وفي مجموعة حقاني، بدورهم، ينتقدون بشدة العزلة الدولية لأفغانستان تحت حكم طالبان. يعمل أحد قادة المجموعة، سراج الدين حقاني، وزير داخلية حكومة طالبان، على توسيع فرص التجنيد لإنشاء قوتها المستقلة في شرق أفغانستان، على الحدود مع وزيرستان الباكستانية، حيث تشعر جماعة حقاني بالراحة القصوى.
في ظل هذه الخلفية، يبدو موقع عبدالحق وثيق في المخابرات الافغانية ضعيفًا بشكل متزايد، وأصبح التأثير والسيطرة المهيمن لمجموعة حقاني على القدرات الاستخباراتية الأفغانية واقعياً بشكل متزايد.
