موسكو – (رياليست عربي): تتعرض العلاقات العربية – الروسية الآن لاختبار صعب، لتُنهي هيمنة القطب الواحد عليهم وليتمتعوا باستقلال فعلي بعيد عن التبعية الاميركية – الغربية.
اليوم، روسيا القوة الدولية الأفضل للعرب في علاقاتهم الإستراتيجية، فهنالك دعامات وأسس متينة مشتركة بينهم وهي الاقتصاد والأمن الإقليمي والتعاون الثقافي والتقارب الإجتماعي خصوصاً وأن روسيا ليس لها إرث استعماري لا في عهدها القيصري ولا العهد الشيوعي.
فقد فقدت الدول العربية الثقة في الجانب الأمريكي الناجم عن تصرفاته أحادية الجانب دون مراعاة لمصالح الشركاء والحلفاء، تبحث الدول العربية عن علاقات سياسية واقتصادية جديدة ومتوازنة مما يجعلها قد تسعى لتعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع روسيا.
وإن الصراع سيكون العرب طرف فيه عاجلاً أم آجلاً، ولهيب النيران في شرق أوروبا لسوف تؤثر على الشرق الأوسط إن بقيت ع الحياد، وسيتحول العالم من حالة الصراع السياسي والدبلوماسي إلى الصراع العسكري، بالتأكيد سوف يؤثر في كثير من الصراعات الأخرى، لذلك سَتُجبر دول المنطقة لأن تكون طرفاً من قريب أو بعيد في هذا الصراع، وانحيازها لطرف ضد طرف آخر.
فهل سيتوحد العرب معاً في منظمة معاهدة الأمن الجماعي الروسية بعد فتح مؤخراً عضوية الانضمام إليها؟
سيكون عدد سكان الدول العربية في منظمة معاهدة الأمن الجماعي 410 مليون نسمة، أي في المرتبة الثالثة عالمياً بعد الصين والهند، وفي المجال العسكري سيتشكل جيش واحد من كل الجيوش العربية الحالية وسيكون العدد 4 مليون عسكري وهذا ما يشكل أكبر جيش ليس في زماننا هذا فحسب بل سيكون الجيش الأكبر في كل الأزمنة عبر التاريخ.
وسيمتلك هذا الجيش أضخم ترسانة سلاح امتلكها جيش لغاية الآن حيث سيكون عدد الطائرات الحربية أكثر قليلاً من 9 آلاف طائرة و18 ألف دبابة 9 آلاف طائرة مروحية و51 ألف آلية عسكرية من أحدث الآليات العسكرية الموجودة في العالم، إضافة إلى شبكات ضخمة من الصواريخ البالستية وغيرها.
ولا ننسى أن تعداد جنود الجيش الروسي الذين في هم الخدمة 850 ألف جندي، إضافة إلى 250 ألف جندي في قوات الاحتياط، فهل ستجابه دول الناتو هذا التحالف ككل مع العلم أنه يبلغ مجموع الجنود في كل دول حلف الناتو 3.5 ملايين جندي.
14 دولة عربية تراجعت عن دعم الموقف الأمريكي والغربي المناهض للعملية الروسية في أوكرانيا خلال تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، فَعزل روسيا وإضعافها بسبب حربها على أوكرانيا لا يخدم مصالح الدول العربية في رغبتها في عالم متعدد الأقطاب، بدل القطب الأمريكي الواحد، الذي تجلى ضرره حتى على الدول الحليفة للولايات المتحدة.
فرفض الهيمنة الأمريكية، سبب آخر يدفع دول وشعوب عربية إلى التعاطف مع الموقف الروسي الذي حذر منذ سنوات من تمدد حلف شمال الأطلسي “الناتو” من حدوده الغربية.
وإن عدم وجود تحالف واسع النطاق بين روسيا والعرب لا يقيد تعاونهما العسكري والأمني فقد يكون في حدود التشاور والتنسيق فيما يتعلق بالشؤون الأمنية والاقتصادية وقضايا السياسة الأخرى.
خياران لاثالث لهما أمام الدب الروسي أما تحالف عسكري علني مع الصين أو توحيد للعرب تحت راية إسقاط الهيمنة الأميركية!
خاص وكالة رياليست – مصطفى خالد المحمد – باحث في العلاقات الدولية.
