موسكو – (رياليست عربي): قالت الدكتورة إيلينا بونوماريفا، الأستاذة في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية: لقد أطلق الغرب العنان لحرب هجينة شاملة ضد روسيا، وهي حرب طويلة الأمد، إلى أجل غير مسمى.
وتضيف أستاذة العلوم السياسية، “هذا هو الواقع الذي يتطلب إعادة هيكلة كاملة لمهام حياتنا اليومية في وضع يتم فيه محو الخط الفاصل بين الحرب والسلام بشكل أساسي، حيث أن المعارك الرئيسية في هذه الحرب ليست حتى على الأرض (هنا رجالنا يتأقلمون وينتصرون – ليس هناك شك!)، ولكن في المجال المعرفي، مجال الوعي وإدارة رأس المال، فهذه الأمور أصبحت واقعاً لأن عدم التعايش معها وإدارة نظام الحياة سيتسبب ذلك بقلق بالغ من الغد”.
ولاحظت بونوماريفا خلال منشور لها على قناتها على تطبيق “تلغرام” أن العديد من كبار المسؤولين، الذين لا يرون في الحرب إلا سخونة المعارك، و”لا ينظرون إلى الوضع الحالي إلا من الناحية العسكرية، ويستمرون بأعمالهم، كما لو أن حياتنا لم تتغير بعد 24 فبراير/ شباط، في الواقع، لقد تغيرت ولن تكون هي نفسها، الأمر الذي يتطلب رباطة جأش وانضباط وعدم تسامح تجاه كل ما يضر بمصالح دولتنا”.
وتشدد إيلينا بونوماريفا على أن الحيرة الشديدة للأغلبية (أكثر من 80 ٪) من السكان ناتجة عن موقف السلطات المتعالي، وبعبارة لطيفة، تجاه تلك الشخصيات من مختلف مجالات الحياة العامة الذين قدموا تقييمات غامضة للعملية العسكرية الخاصة ربما الكثير منها تقييم سلبي، في وقت “يواصل بعضهم شغل مناصبهم، وبعضهم يعيش حياته بشكل طبيعي ويستمر في إقامة الحفلات الموسيقية، إلخ، ما هذا؟ جو من اللامبالاة أو التراخي أو التخريب المتعمد بهدف تقويض مصالح دولتنا؟
وشددت د. بونو ماريفا على أن الحفاظ على استقرار المجتمع وثقته بالقوة المنتصرة يتطلب تغييراً جذرياً ومبكراً في موقف السلطات من وضع مماثل في حرب مختلطة.
الجدير بالذكر أنه في صباح يوم 24 فبراير/ شباط، أعلن القائد الأعلى فلاديمير بوتين بدء عملية عسكرية خاصة للقوات المسلحة الروسية في أوكرانيا، حيث أعاقت العملية الخاصة وأحبطت هجوماً واسع النطاق شنته مجموعات تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية على جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، اللتين لم يسيطر عليهما نظام كييف، في مارس/ آذار من هذا العام.
د. إيلينا بونوماريفا – دكتوراه في العلاقات السياسية، أستاذة في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية.