أنقرة – (رياليست عربي): نقلت وسائل إعلام عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله يوم الجمعة إن بإمكان تركيا وإسرائيل العمل سوياً لنقل الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى أوروبا، وإن البلدين سيبحثان التعاون في مجال الطاقة خلال محادثات الشهر المقبل، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
وتأتي تلك التصريحات في وقت تتصاعد فيه الأزمة بين الغرب وروسيا على خلفية الملف الأوكراني، وسط تخوف وقلق أوروبي من استخدام موسكو لسلاح الغاز ضد المحور الغربي، الذي سيشكل مشكلة كبيرة للقارة العجوز، بالتالي، تبحث الولايات المتحدة الأمريكية عن بدائل مد أوروبا بالغاز، فكانت قطر أولى المتبرعين، ليكتمل الأمر مع الاقتراح التركي بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي لذات الغاية.
ومن المعروف أن أنقرة دائماً ما تستثمر الأزمات الدولية وتذللها لصالحها، ضاربة بعرض الحائط كل التحالفات غير المبنية على أسس قوية، كما في الحالة الروسية، وكما أن تركيا مشهورة بالانقلابات الداخلية، أردوغان نفسه يملك شهرة كبيرة بالانقلاب على التحالفات وقد حدث ذلك مع روسيا في أكثر من مناسبة، لكن السؤال الملّح هنا، ما موقف موسكو من النهج التركي حيالها؟ وهل ستسمح له أو لإسرائيل وجتى قطر بان يسيطروا على سوق الغاز؟
من المؤكد إن مطالب روسيا التهدئة القصوى لأنها لا تريد العبث بالعامل الاقتصادي وخسارة سوقها الأوروبي لصالح أي طرف، ومن المؤكد أيضاً أنها لن تسمح بأن تقدم على ارتكاب أي عمل عسكري حتى ولو كان محدوداً لتحقيق مآرب الغرب، لكنها فرصة واضحة كشفت من خلالها تحالفاتها المتينة من الهشة.
وبالعودة إلى الموقف التركي، تعمل أنقرة اليوم على إصلاح علاقاتها الإقليمية المتوترة مع إسرائيل ودول أخرى في إطار مسعى بدأ في 2020. وفي تهدئة واضحة بعد سنوات من العداء، قال أردوغان يوم الخميس إن الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ سيزور تركيا في منتصف مارس/ آذار المقبل.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله للصحفيين خلال رحلة عودته من كييف إن التعاون في مجال الطاقة سيكون على جدول الأعمال التركي خلال زيارة هرتسوغ، وأضاف أن أنقرة تجري محادثات أيضاً بشأن توقيع اتفاق لتوريد الغاز الطبيعي مع العراق.