بروكسل – (رياليست عربي): سجلت أسعار الغاز في أوروبا، ارتفاعاً كبيراً وغير مسبوق مؤخراً، ليصبح سعره أعلى بعشر مرات مقارنة مع العام الفائت، وهو ما دفع ببعض المستهلكين الأوروبيين، إلى تقليل استخدام الغاز رغم برودة الطقس الشديدة.
ويستورد الاتحاد الأوروبي نحو ستين في المئة من احتياجاته من الغاز، لذا فهو خاضع لتغيرات الأسعار التي لا يستطيع الاتحاد الأوروبي السيطرة عليها.
محلل شؤون الغاز الأوروبي في وكالة التسعير العالمية، توماس مارزيك مانسر، يقول إنه وخلال العام 2021 أنتج الاتحاد الأوروبي نحو 16 بالمئة من احتياجاته، وأضاف: “توفر خطوط الأنابيب القادمة من روسيا نسبة 30 في المئة من الغاز، بينما يصل الإمداد النرويجي إلى 24 في المئة، وتغطي الشركة العالمية للغاز الطبيعي المُسال حوالي 19 في المئة”.
الجزائر تقدم 8 بالمئة، وفق مانسر، مضيفاً أن الثلاثة بالمئة المتبقية تعتبر مزيجاً من إمدادات خطوط الأنابيب الليبية والأذربيجانية.
أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا ارتفعت بشكل كبير، وأضاف: “يقوم ICIS بتسعير أسواق الغاز الأوروبية لأكثر من 25 عاماً ولم يكن هناك ارتفاع في الأسعار طيلة هذه المدة يضاهي الارتفاع الحالي. فقد حقق المعيار العالمي للشهر الماضي للغاز الطبيعي، أعلى مستوى له على الإطلاق في 21 ديسمبر/ كانون الأول 2021 عندما تم تقييمه عند 180.31 يورو/ ميغاواط ساعة. وفي 7 يناير/ كانون الثاني 2022، انخفض إلى 87.24 يورو/ ميغاواط ساعة. ومع ذلك، قبل ارتفاع أسعار الغاز الذي بدأ في صيف عام 2021، كان نطاق التداول النموذجي لصندوق ICIS TTF بين 10 و30 يورو/ ميغاواط ساعة”.
ووصل الخبير الأوروبي إلى خلاصة، بأن السبب الأساسي لارتفاع الأسعار يكمن في انخفاض الإمدادات، وهو ما أدى إلى الفشل في ملء المخازن قبل بدء فصل الشتاء.
ويؤكد مانسر، أن انخفاض الإمدادات الروسية من الغاز لصالح أوروبا، سيؤدي إلى ازدياد خطر عدم القدرة على تأمين أوروبا الإمدادات خلال الأشهر القادمة، حين يزداد الطلب الأوروبي على الغاز نتيجة المرور بذروة الشتاء.